تكنولوجيا التعليم الحديث

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يعنى بطرائق التدريس الحديثة وتكنولوجيا التعليم الجامعي والوسائط المتعددة


    إستراتيجية تطبيق برامج التعليم الالكتروني في الجامعات العراقية

    avatar
    hisham samir


    المساهمات : 34
    تاريخ التسجيل : 10/11/2009
    العمر : 35

    إستراتيجية تطبيق برامج التعليم الالكتروني في الجامعات العراقية Empty إستراتيجية تطبيق برامج التعليم الالكتروني في الجامعات العراقية

    مُساهمة  hisham samir الأربعاء فبراير 03, 2010 4:56 pm

    تكتسب برامج التعليم الالكتروني أهميتها في الوقت الراهن، من قدرتها على تجاوز مشكلة الانفجار المعرفي، الناتج عن ضخامة النتاج الفكري في الحقول العلمية والإنسانية المختلفة. وعجز برامج التعليم التقليدي عن الإحاطة الشاملة بالجوانب الموضوعية للتخصصات المتنوعة خلال المدة الزمنية المحددة، في برامج التعليم الجامعي على وجه الخصوص. وتحاول الجامعات العراقية اليوم، الافادة من برامج التعليم الالكتروني، في تطوير العملية التعليمية بعد ان تراجعت خلال العقدين الماضيين الى درجة كبيرة. وبالرغم من وجود خطوات مهمة قد تحققت في هذا الاتجاه، خاصة على مستوى توفير الأجهزة والمختبرات، وتامين الاتصال بشبكة الانترنت، إلا ان الأساليب التقليدية في التعليم هي السائدة في عموم الجامعات. فضلا عن ان الكثير من الأجهزة والمختبرات، التي تم تجهيزها لأغراض التعليم الالكتروني، استهلكت قبل ان يتم استثمارها بشكل حقيقي. او استخدمت لإغراض أخرى. منها في أحسن الأحوال تقديم خدمات الانترنت، او مختبرات لتعليم الحاسوب، وفي أحوال أخرى تستخدم لأغراض طباعة الكتب الرسمية والأسئلة الامتحانية، او قاعات للمحاضرات. ويهدف هذا البحث، الى الكشف أولا عن الإخفاقات والمشكلات التي تعيق تطبيق تجربة التعليم الالكتروني في الجامعات العراقية. وإعطاء الحلول المناسبة التي من شأنها تجاوز تلك المشكلات والإعداد لانطلاقة مبنية على أسس سليمة مستوحاة من تجارب عالمية في هذا المجال، وتعتمد على المعايير العالمية. مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية الواقع الحالي للجامعات العراقية.





    ان تحول المنظومة التعليمية ، من الأساليب التقليدية في التعليم، الى أساليب جديدة معتمدة على برامج التعليم الالكتروني، يجب ان تكون مسبوقة بتغير حقيقي في مفهوم ثلاثية التعليم التقليدية ( المعلم ، الطالب، المؤسسة التعليمية )، وتحويلها الى عملية تعليمية أكثر حداثة وعصرية وتشمل عناصرها : المعلم العصري ، الطالب الإيجابي ، الجامعة العصرية ، تكنولوجيا التعليم المتقدمة ، المناهج التعليمية المتطورة والتعليم غير المنهجي. ولا بد لنا قبل دراسة برامج التعليم الالكتروني، ان نراجع واقع العملية التعليمية في الجامعات العراقية، والتي تراجعت خلال العقدين الماضيين الى درجة كبيرة، بعد ان كان النظام التعليمي في العراق يعد حسب تقارير منظمة اليونسكو واحد من أرقى أنظمة التعليم في المنطقة. فالنظام التعليمي يتمركز اليوم حول المقرر الدراسي وفقا لأسلوب التلقين والحفظ، ويعتمد على الامتحانات التحريرية بشكل رئيسي لتقييم مستوى الطلبة. ومع الإقرار ان المقررات الدراسية (الكتب المنهجية) هي أحد العناصر التي تدخل في العملية التعليمية وأن لها دورا مهما في المنظومة التعليمية، على اعتبار ان المنهج الدراسي هو الإطار المتكامل لأداء هذه العملية على وجهها السليم، وهو الذي يحدد الموقع النسبي لكل العناصر الداخلة فيها، بحيث لا يتجاوز أي منها موقعه ولا يقصر عن أداء دوره .
    ولكن الوضع الفعلي الذي أخذته المقررات الدراسية في الجامعات العراقية خلال الأعوام الماضية اختلفت تماما ، إذ أصبح الكتاب المنهجي او بديله (الملازم المستنسخة) هي العامل الأهم في منظومة العملية التعليمية في معظم التخصصات العلمية والإنسانية التي تدرس في الجامعات العراقية. ان هذا الواقع قد افرز معه الكثير من الظواهر السلبية، والتي استفحلت في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة الغش والفساد وعزوف الطلبة عن حضور المحاضرات. وهي نتيجة طبيعية طالما ان التقييم النهائي للطالب يقتصر على مقدار ما حفظه وما يتمكن من تذكره في ساعة الامتحان بصورة مشروعة او غير مشروعة. ومن تبعات هذه الظاهرة ان طلاب أي مرحلة في معظمهم لا يتذكرون المعلومات التي يفترض إنهم درسوها في المرحلة السابقة. والنتيجة النهائية لتراكمات هذا الواقع هو تخرج اعداد كبيرة من الطلبة لا يمتلكون المهارة والخبرة اللازمة لمواجهة متطلبات الحياة العملية، ولعل البعض من هؤلاء الطلبة ينخرط في برامج الدراسات العليا، ويقدر للكثير منهم ان يكونوا مستقبلا تدريسيين في تخصصاتهم الموضوعية. ولنا ان نتصور الحال الذي سيئول إليه مستقبل التعليم العالي في العراق اذا ما استمر الحال على ما هو عليه.
    لقد أدرك القائمون على التعليم العالي في العراق خطورة هذه الظاهرة، وعملوا على إيجاد الحلول المناسبة لها، ولعل من أهم المقترحات المقدمة في هذا الشأن هو التوجه نحو برامج التعليم الالكتروني، ليس بوصفه ترفا تقنيا، بل حلا فاعلا للكثير من المشاكل التي تعاني منها العملية التعليمية، فخلال السنوات الثلاثة الأخيرة حاولت الجامعات العراقية الدخول في مجال التعليم الالكتروني، وسعت الى توفير الكثير من المستلزمات والأدوات الضرورية اللازمة لإنجاح هذه التجربة.
    و المشكلة التي يمكن ان ينطلق منها البحث، هي ان معظم هذه التجارب لم تحقق أهدافها لحد الآن، وما تزال الأساليب التقليدية في التعليم هي السائدة في عموم الجامعات. فضلا عن ان الكثير من الأجهزة والمختبرات التي تم تجهيزها لأغراض التعليم الالكتروني، استهلكت قبل ان يتم استثمارها بشكل حقيقي. او استخدمت لإغراض أخرى. منها في أحسن الأحوال تقديم خدمات الانترنت، او مختبرات لتعليم الحاسوب، وفي أحوال أخرى تستخدم لأغراض طباعة الكتب الرسمية والأسئلة الامتحانية، او قاعات للمحاضرات.
    ويهدف هذا البحث، الى الكشف أولا عن الإخفاقات والمشكلات التي كانت وراء تعثر تجربة التعليم الالكتروني في الجامعات العراقية. وإعطاء الحلول المناسبة التي من شأنها تجاوز تلك المشكلات والإعداد لانطلاقة جديدة مبنية على أسس سليمة مستوحاة من تجارب عالمية في هذا المجال، وتعتمد على المعايير العالمية. مع الأخذ بنظر الاعتبار خصوصية الواقع الحالي للجامعات العراقية.
    والأهمية التي يكتسبها البحث تأتي، من تزامنه مع المحاولات الجارية في الجامعات العراقية لدراسة إمكانية تطبيق برامج التعليم الالكتروني، فضلا عن أهمية الموضوع الذي أصبح محور اهتمام المتخصصين في مجال تكنولوجيا المعلومات والتعليم في العالم العربي، كونه سمه من سمات مجتمع المعلومات الذي يعد اليوم مؤشر على مستوى رقي وتقدم الدول.
    تعريفات إجرائية
    شهدت برامج التعليم الالكتروني في الجامعات العالمية خلال العقدين الماضيين انتشارا واسعا، بسبب النجاحات الكبيرة التي تحققت في مجال المزاوجة بين تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات. فضلا عن تطور الثقافة المجتمعية في مجال استخدام شبكة الانترنت، التي تعد البيئة المثالية لنشر برامج التعليم الالكتروني. وهذا الإقبال على برامج التعليم الالكتروني جاء نتيجة لعاملين أساسيين، الأول هو سرعة تطور المفاهيم العلمية في التخصصات المختلفة، وصعوبة مواكبتها باستخدام المقررات الدراسية التقليدية. والعامل الثاني هو المرونة العالية التي توفرها البيئة الرقمية في مجال الإحاطة الشاملة بكم هائل من المعلومات من خلال الربط بين مفردات المنهج ومصادر المعلومات التكميلية. ومع الإقرار ان البدايات الأولى لبرامج التعليم الالكتروني ارتبطت بالسياسية التعليمية للجامعات المفتوحة او برامج التعليم عن بعد. إلا إنها جذبت اهتمام الجامعات التقليدية بعد ان امتلكت تلك الجامعات الأدوات والوسائل اللازمة لتنفيذها. ولم تعد برامج التعليم الالكتروني حكرا على الجامعات في الدول المتقدمة، بل تعداها الى العديد من الجامعات في الدول النامية التي أدركت أهمية هذه البرامج في تطوير المستوى المعرفي للطلبة والتدريسيين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 4:20 am